الاثنين، أكتوبر 09، 2017

محظوظ في سوق الأسهم






تخيل أن تشتري سهم لشركة مدرجة في سوق الأسهم، وفجأة تجد قيمة السهم في السوق بدأت ترتفع بشكل ملحوظ، وبذلك أصبحت محققًا أرباحا غير متوقعة. هل ستكون سعيدًا وتبقى في سوق الأسهم أم ستجني أرباحك وتغلق الباب على تداول الأسهم؟

يستائل المستجدون على سوق الأسهم، كيف يرتفع سعر السهم وينخفض، وغالبا ما يظن بعضهم أن السوق يعتمد على الحظ بشكل كبير. المبتدؤون يتعلمون ببساطة أن الربح في سوق الأسهم يعتمد على الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع، ويجدون صعوبة في تحقيق تلك القاعدة أو يرون أنها لا تعمل بشكل صحيح. نادرًا ما يمكنهم الحصول على سهم بسعر منخفض والبيع بسعر مرتفع، فالإشاعات تتحكم بسعر السهم في السوق. طبعا بعضهم يتعلم بعض الإشارات التي تساعدهم في تخمين مسار سعر السهم، ويبنون قراراتهم في البيع والشراء على ذلك التخمين.

كثير من الأحيان تكون الاشارات التخمينية خاطئة، ويهبط السهم بعد ما يتم الشراء. كما أن الكثير من المبتدئين يتحسر على بيع سهم بدأ بالارتفاع فقط بعد أن تم بيعه، خاصة إذا كان قد  انتظر عليه فترة طويلة ولم يرتفع.

ردات الفعل تلك أشبه بمشاهدة أطفال يتركون العابهم الجميلة ليحصلوا على ألعاب أطفال آخرين، ويجدونها أكثر جاذبية. ليس لأن اللعبة أفضل، بل لأن الآخرين يملكونها، بالتالي الرغبة في التملك هي ما تدفعهم لترك ما لديهم.

في سوق الأسهم، هناك أكثر من طريقة وأكثر من استراتيجية للتداول. ويمكن بشكل عام تصنيفها كالتالي:

1- تداول يومي (وربما لحظي) بهدف الاستفادة من فروقات بين سعر البيع والشراء للسهم.
2- استثمار قصير المدى بالاعتماد على المؤشرات الفنية والرسومات التي تحدد مسار السهم واسعار الشراء والبيع.
3- استثمار متوسط المدى بالاعتماد على الأرباح السنوية التي تحدد القيمة العادلة للسهم.
4- استثمار طويل المدى بالاعتماد على رؤوية بعيدة المدى ترى أن الشركة ستحقق أرباحًا مجزية بعد 5 – 10 سنوات.
5- سياسة القطيع. يتم الشراء مع القطيع والبيع مع القطيع، دون وجودات محفزات أو مببرات محددة.

أن تكون محظوظا في سوق الأسهم، أي أن تلغي عقلك تماما، وتلغي المؤشرات الفنية، وتلغي النظر للقوائم المالية والأرباح السنوية، وتلغي الرؤية بعيدة المدى، وتعتمد بشكل كلي على حدسك في شراء سهم يمكنه أن يرتفع لتستفيد من فرق البيع والشراء، أو تعتمد على سياسة القطيع، والذي يتحرك حسب حركة السيولة في السوق.

المعتمدون على المؤشرات الفنية، يعتقدون بأن التاريخ يعيد نفسه، بالتالي حركة السهم في الصعود والنزول تكون أشبه بشكل موجة، يمكن تحديد قاعها وقمتها، ومن ثم تحديد مسار السهم. وبينما يدخل هؤلاء في السهم عند نقاط القيعان، يلحق بهم بقية المتداولون الذين يعتمدون على حركة السيولة في السوق، ولا يملكون دراية كافية بطريقة تقييم أسهم الشركات. فتجد الصعود مع تفاؤولهم والإقبال على شراء الأسهم عند أسعار يظنونها مناسبة بسبب دخول سيولة عالية، فترتفع قيمة السهم مع زيادة الطلب حتى تصل القيمة إلى قمة معينة، حينها يبدأ المعتمدون على التحليل الفني بالبيع التدريجي، وتضعف قوة الشراء التي يلحظها القطيع، ثم يبدأ التشاؤوم، وتبدأ موجة البيع التي تؤدي إلى انخفاض قيمة السهم نتيجة الخوف الذي استحوذ على القطيع، وزيادة العرض، فيكون البيع سريعا أيضا حتى تصل قيمة السهم إلى قاع ما. وتتكرر تلك الحلقة من جديد.


تكون محظوظا إذا كنت من اوائل من ينضم للقطيع في حالة الشراء وفي حالة البيع.

أما إذا أردت أن تكون رابحا في سوق الأسهم، فعليك باختيار الطريقة الأصح في تقييم سعر السهم في السوق، معتمدا على الأرباح التشغيلية المعلنة سنوياً، والإبتعاد عن الأخبار الزائفة أو الإشاعات التي تحاول التقليل من سعر السهم. كثرة الأخبار والإشاعات تسبب نوع من الإزعاج المعلوماتي، والذي إن استطعت تفاديه، ستتمكن من اختيار الأسهم بشكل صحيح، والشراء بسعر مستحق لسهم أي شركة، وكمالك للشركة، ستتابع أخبار التشغيل وما يؤثر على نمو الأرباح، وستنتظر بكل ثقة نهاية السنة لتستلم تلك الأرباح المستحقة.

كثير من المستثمرين في أسواق الأسهم العالمية مثل وارن بفيت، بن غرهام، وغيرهم الكثير جنوا الكثير من الأرباح المليارية والمتكررة لكونهم اختاروا اسهم الشركات التي تحقق أرباح على مدى سنوات، وكان لديهم شراء متقطع في أسهم الشركة حتى بعد ما يرتفع سعر السهم، والسبب يعود لنظرتهم البعيدة المدى.

يمكنك الأختيار بين أن تكون محظوظا أو رابحا في سوق الأسهم.


أكمل القراءة

الثلاثاء، يوليو 18، 2017

المدرسة والتعليم


تنمو فيّ رغبة أن أحارب التعليم الإلزامي واستبدله بالتعليم الحر (إن جاز التعبير).
خاصة بعد أن كانت نسبة التذمر من عدم قبول الطلبة في كليات الطب رغم حصولهم على نسبة 97% أو أعلى في الثانوية، كنت أتعجب من حصر الخيارات في الجامعات المحلية، أو حتى الجامعات العالمية. أن يتوجه المجتمع لتقدير الشهادة أكثر من الحرفة والقدرة على صناعة الأشياء باليد. 

أيهما برأيك أفضل، النجار الذي يمكنه صنع طاولة بيده، أم موظف يلتزم بالذهاب لمكتبه الساعة 7 ويخرج الساعة 4 وكل ما يفعله هو روتين، ويعتبر جزء بسيط وصغير جدا من ماكينة كبيرة هي الشركة التي يعمل بها، وكل موظفيها أشبه بالتروس التي تدور وتدور وتدور وتدور...فيكون الإنتاج للشركة أو المنظمة الكبيرة. 

ناقشت هذه الأفكار سابقا بشكل عابر أحيانا ومفصل في أحيان أخرى، وكان السؤال كيف تحارب التعليم والشهادات وقد انهيت مرحلة الماجستير وحاولت إكمال الدكتوراة؟

لا يوجد تناقض ولا تعارض. فبعد البكالريوس كرهت الجامعة حرفيا لأني شعرت بعدم الاستفادة من الدراسة النظرية وقدرّت كثيرا ما تعلمته من الأنترنت في تلك الفترة. بينما في الماجستير والمشاريع والبحوث التي كانت تطبيقية جعلتني أكثر قربا من احتياجات الناس للأنظمة والبرمجيات التي يمكنها أن تخدمهم (بما أني درست أنظمة المعلومات ثم الأعمال الإكترونية). وكذلك الدكتوراة كنت برغماتيا أبحث عن منهج يزيد المعرفة والخبرة لا مجرد أفكار تنظيرية.

ما يشغلني الآن، هو مستقبل الأجيال التي تتعلم من الآيباد أكثر مما تتعلم في المدرسة، فهل نظلمهم بالتعليم الإلزامي ونضيع من عمرهم سنين كان الأجدر استغلالها في برامج تطور مهاراتهم ومعرفتهم؟

في كتاب لـ كين روبنسون بعنوان The Element يتحدث عن نظام التعليم وكيف أنه يخدم المصانع والشركات الكبرى، ويدفن الإبداع ويقتل التفكير. يتحدث كيف ان نظم التعليم المتقدمة في أفضل الأحوال تضيف الفن كأحد المناهج، لكنها تفضل الموسيقى والرسم على الرقص. نظرته شمولية وربما تنظيرية، لكنها جديرة بالاهتمام والتعرف على تفاصيلها.

في هذا المقطع يتحدث كين روبنسون عن فكرته خلال 20 دقيقة في مؤتمر TED:
https://www.youtube.com/watch?v=iG9CE55wbtY
 
إيفان إليتش وكتابه Deschooling Society الذي كتبه في السبعينات يوضح أمور سلبية أخرى عن التعليم الإلزامي والمدرسة. وهنا يمكنك مشاهدة مقطع يتحدث عن كتابه:

https://www.youtube.com/watch?v=Kj3z5cC8e4c
 

ويبقى السؤال: هل أنت مع التعليم الإلزامي؟

أكمل القراءة