الأربعاء، ديسمبر 30، 2015

هل تؤثر طريقتك في الكلام على المستمعين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

هل يتملكك الفضول حول معرفة فعالية طريقتك في الكلام على المستمعين، وإن كانت الرسالة التي تريد ايصالها لهم فعلا تصل وتؤثر بهم؟ وَجدتُ هذا الكتاب بعنوان (صنعت لتبقى) Made to stick - لمؤلفيه:  تشيب هيث  و دان هيث، يشرح طريقة يمكن اتباعها لتحسين أسلوبك في إيصال المعلومة والتأكد من إمكانية التأثير على المستمعين. إن كنت مهتم بإن تصبح مؤثراً في من تتحدثُ إليهم، جرّب قراءة هذه الأسطر التالية لتكتشف بنفسك.


 

يعدد الكتاب الأساسيات التي تستطيع استخدامها لتحسين أسلوبك، ويقدمها بأسلوب جميل مدعم بالامثلة والقصص التي تحلل طريقة الحوار والهدفية من الكلام. استخدمَ الكِتَابُ الكثير من القصص التي تدور حول الحملات الدعائية، لسبب بسيط جداً، وهو سهولة الحصول على الاحصائيات لكل حملة دعائية، وامكانية تحديد الرسالة التي استخدمتها الحملة الدعائية، ووالتأثير المتوقع، والتأثير الفعلي على المتلقين للحملة. 


تهتم الحملات الدعائية بأن تؤثر الرسالة في متلقيها، فيحدث التغيير المنشود من الحملة..
احد هذه الحملات كانت عن التوعية بمرض الأيدز - حفظنا الله وأياكم من كل الأمراض - واستخدم مقارنة بين اتحاد كرة القدم الأمريكية NFL  و اتحاد كرة السلة الامريكية NBA
.
كون أغلب اللاعبين طلبة حديثي التخرج من الثانوية أو طلبة جامعيين، فإن رغباتهم الجنسية قد تؤثر أو تتحكم في قراراتهم. لذلك، يزداد تعرضهم للإصابة بمرض الإيدز بعد حصولهم على الشهرة، وبدأ ظهور المعجبين والمعجبات. الفكرة التوعوية تحوم حول ضعف اللاعب أمام المعجبات، وضرورة التفكير في العواقب. 

اتحاد كرة القدم الأمريكية (NFL) قام بعمل دورة قصيرة، اهتمت بتعليم اللاعبين ضرورة استخدام الواقي أو العازل الجنسي الذي يقلل من الإصابة بمرض الإيدز. ولتسهيل الموضوع، قاموا بعملية توضيح استخدام العازل على فاكهة الموز.

أما اتحاد كرة السلة الأمريكية (NBA) فقد قام بعمل دورة تدريبية سرية مدتها يومين، بعنوان التجهيز للشهرة.

بعد أن حضر جميع اللاعبين إلى القاعة،  أخبرهم المدرب إن هذه الدورة سرية لتفادي حضور المعجبين والمعجبات قبل أن يكونوا جاهزين للشهرة. وطلبوا ألا يخبروا أحداً عن مكان الدورة.

بدأت الدورة وتناولت عدة أمور، ومن ضمنها، التوعية بمرض الإيدز. ذُكر أنه مرض خطير وقاتل، ينتقل عبر الاتصال الجنسي بشخص مصاب. الحذر مطلوب، واختيار الشريك مهم جداً حتى تتفادى الإصابة بهذا المرض.

بعدما انتهت محاضرة اليوم الأول، نزل اللاعبين لصالة الفندق التي كانت مليئة بالفتيات الجميلات. وما أن وصل اللاعبين للصالة، تسارعت الفتيات للحصول على تواقيع اللاعبين في بهو الفندق، وطبيعي ان كل فتاة كانت تحاول إستمالة أحد اللاعبين.

في اليوم التالي، بعد أن اكتمل عدد الطلاب في القاعة، رحب المدرب بالطلاب، وقال لهم لدي لكم مفاجأة. وبإشارة منه، فتح الباب ودخلت الفتاة الأولى، وعرفت بنفسها. ثم الفتاة الثانية والثالثة وهكذا حتى دخلن كلهن. كان تعريف كل فتاة بنفسها كالتالي:
 
"Hello, I'am Shella, HIV Positive"
الترجمة: أهلا ، انا شيلا، مصابة بمرض الأيدز.

وكانت كل فتاة تذكر اسمها وتعلن انها مصابة بمرض الإيدز.
تخيل الشعور الذي تملك اللاعبين وقت سماعهم لهذه الجملة، وكيف صغرت الدنيا أمامه، بعد أن كانت أبواب الشهرة للتو قد فتحت له وتهيأ للدخول في عالم الثراء وتحقيق امنياته لشراء ما يرغب. تخيل كيف شعور اللاعب حينما يفكر بحياته الرياضية وكيف انتهت قبل أن تبدأ...

تمعن المدرب في وجوه اللاعبين ليرى الخيبة التي علت محياهم، والشعور بالأحباط والقهر والغضب...
بعدها قال: هؤالاء البنات لسن مصابات بمرض الإيدز. 


هذه القصة ذكرت لتدعم فكرة "دع المستمع يشعر بما تريد قوله". 

وصلت لنهاية المقال، لكني اتسائل، ما رأيك في هذه القصة، هل استطاعت إيصال الرسالة؟ وإن كان الجواب نعم، فهل تظنها سترسخ في عقول اللاعبين؟ هل استطعت أن تكوّن رأي حول الكتاب الذي يحوي الكثير من القصص مثل هذه. هل تعتقد إن الكتاب سيساعدك في تحسين أسلوبك للتأكد من إيصال الرسائل وتأثيرها على المستمعين؟ ما هو رأي اصدقائك؟ سأكون ممتنا إن استطعت أن تشاركني رأيك وتخبرني عبر تعليق على المقال.

أكمل القراءة

الخميس، ديسمبر 03، 2015

الأحد، نوفمبر 29، 2015

مبادرة الخروج من صندوق الوظيفة

بسم الله الرحمن الرحيم

قبل شهر، دعاني أحد الأصدقاء الذي أسس مجموعة يجمعها "واتساب" على حب العلم بعنوان "المعرفة قوة". لم أكن اتوقع أن أرى أحدًا اعرفه حيث أن أعضاء المجموعة تظهر لي أرقامهم لا اسمائهم، بمعنى، اني لم أسجل أحداً منهم من قبل في جوالي إلا صاحب المجموعة. فما هي التوقعات التي يمكن أن تجنيها من مثل هذا اللقاء؟

اقترح أحدهم أن نبدأ اللقاء بالتعريف عن الأسم والوظيفة والهوايات والمشاريع القائمة التي يُحتمل أهتمام الآخرين بها. وحين أتى دوري، أوضحت أني اسعى للخروج من الوظيفة وأن اتحرر من قيودها التي تمنعني من التقدم في المهارات أو العلم والمعرفة كما أحب. وايضا، النمو المالي بشكل أفضل من الزيادات السنوية التي لا يمكن أن تُعتبر زيادات. من هواياتي؛ تطوير مواقع الانترنت وتطبيقات الجوال. وترددت أن أفصح عن شهادتي لدرجة الماسجتير في تخصص الأعمال الالكترونية، حتى لا أظهر بمظهر المتباهي، فكتمت ذلك.
هذه كانت مقدمتي!

بالأمس، التقيت اثنين من الاصدقاء الذين تواجدوا في ذلك اللقاء بدون سابق إنذار! وكانت لدى أحدهم ملاحظة بدأ بها كالتالي: لا أقصد الإهانة، لكني فوجئت بأن تقول هوايتك صناعة التطبيقات، فهي هواية طلاب الجامعات، وتوقعت أن يكون لديك أكثر. مثلا، في مجال الكمبيوترات العملاقة Super Computers أو ما شابه. فما أعرفه عنك ...

بالطبع كأنما يقول اصابته خيبة بأن تكون هذه مقدمتي. 

دار الحوار بيننا لتوضيح معنى هذه التوقعات و تمييز مايجعل الكمبيوترات العملاقة أفضل من تطبيقات الجوال أو المواقع، وكانت رؤيته - والتي اعتقد الأغلبية من الناس تشاركه فيها - بإن مشاريع الكمبيوترات العملاقة فريدة من نوعها وعدد العاملين فيها قليل، لذلك لها احترام أكبر في مجال التقنية. طبعا لست اختلف معه في الفكرة، واوضحت له بأني لا أبحث عن التميز بقدر ما أبحث عن صناعة محرك يدر علي المال بشكل تلقائي، وبأقل جهد ممكن. نعم، بأقل جهد، ليس من باب الكسل، بل من باب الإبداع والقدرة على إنشاء مشروع يدر المال بشكل تلقائي. 

قد نكون مختلفين في طريقة التفكير، وإن كانت اهدافنا هي الريادة في مجال الأعمال، لكن بكل تأكيد لكل منا اسلوبه. 

 سأتحدث في المرة القادمة عن المشاريع التي قرأت عنها وتجارب مختلفة سواء في الكتب أو في فيديوهات أو من معارف شخصية. وحتى ذلك الحين، قرروا إن كنتم تؤيديون عمل مشروع يدر المال بشكل تلقائي - بالتالي يتيح لكم متسع من الوقت للتعلم وبدء مشاريع آخرى أو قضاء وقت ممتع مع العائلة والأصدقاء - أم مشروع يشغل وقتكم ويكون هو مصدر الدخل المالي الوحيد.




أكمل القراءة