الجمعة، أكتوبر 28، 2016

أطفالنا والتمرد





أطفالنا والتمرد 

 

#1  شكوى الأوامر

انتشرت شكوى الأبوين من عدم انصياع اطفالهما للأوامر بشكل مكثف في السنوات الآخيرة، فهل هو تمرد أو عدم معرفة بكيفية التصرف مع الأطفال؟

قبل عدة أيام أشتكت أم من ابنها ذي العشر سنوات، الذي إن طلبت منه القيام بشيء فإنه يظهر الموافقة لكنه يماطل في التنفيذ. اقترحت عليها العمل بنظام النقاط، حيث يحصل الطفل على نقطة أو أكثر إذا قام بالمهام المتفق عليها. ثم يتم تقسيم اليوم إلى فترة صباحية، مسائية، وليلية. بالتالي يعرف الطفل أن المهام ليست مكررة، وإذا ما فاته شي فيكون خسر. الأطفال شغوفون بالفوز وعندهم رغبة أن يحصلوا على كل شي. كيف تستخدم النقاط؟ الطريقة بكل سهولة هي استبدال اعطاء الأوامر للطفل إلى سؤال الطفل عن ما انتهى منه في الجدول، و النقاط التي حصل عليها. إذا كان المطلوب هو أحد المذكور على القائمة، فيتم التركيز على حثه لتحصيل النقاط المتبقية دون ذكر المهام، ودون طلب تنفيذ مهمة محددة. وإذا كانت مهمة جديدة، فيسأل الطفل (هل تريد أن تحصل نقطة "المساعدة" بعمل .....).

النتيجة.. ماذا تتوقعون؟



#2 حكاية ما قبل النوم


منذ قليل جربت طريقة حكاية ما قبل النوم لتغذية خيال ابني وبنتي الصغيرين، واخترت أن اتناول مصيبة عملها واحد منهم. بدأت بـ " كان يا ما كان..." ولم أحدد اسماء الشخصيات ولم أحدد أي مصيبة سأقولها لهم حتى .. ! بدأت بوصف علاقة جميلة بين الأطفال وأمهم، وكيف أنها راضية جدا عنهم وخاصة ادبهم في الفصل وفي البيت، وتشكرهم لمواظبتهم الحفاظ على النظافة. وهنا طبعا تبدأ المقاطعات من باب الفضول لمعرفة الجائزة كون الأطفال شطار. كانت هذه اشارة تأكيد اني حصلت على انتباههم، غيرت مسار القصة إلى العمل الخاطئ ، واردت فعليا أن ازرع فيهم شجاعة الإعتذار والاعتراف بالخطأ.

وقصصت عليهم أحداث مختلقة عن تصرف الولد الصغير الذي كان خطأ، وذكرت أنه حاول الاختباء حتى لا تعاقبه أمه. سمعت قهقهة جعلتني ابتسم، فقد كان الصغير يعيش اللحظة بكل تفاصيلها ومتعاطف جدا مع البطل. وأكملت؛ لكن اخته حاولت اقناعه إن عليه اخبار أمه عن فعلته، وأنها بالتأكيد ستتفهم. رفض ذلك الاقتراح بصمت دال على احساسه بالذنب، فقالت اخته سوف اخبرها بنفسي. لم يرد عليها وذهبت إلى أمها تذكرها بأن الأطفال لا يفهمون، يحتاج لشخص يعلمهم "كيف". ردت الام باستغراب: صحيح... هل عملتي ما هو خطأ؟
فاجابت البنت: لا، لكن اخي دون ان يدري اخطأ.
توجهت الام مسرعة تبحث عن طفلها وما أن رأته صرخت: ماذا فعلت؟!
اجابت اخته بالنيابة عنه: لم يكن يدري..
(ولأن الحكاية من تأليفي، يجوز لي كظم غيظ الأم بسهولة)

حينها قالت الأم: لا بأس؛ هل انت بخير؟ ما الذي نفعله إذا أخطأنا؟ نعتذر. قل اسف لأني اخطأت.
فسألها الأبن: وستعطيني هدية؟
أجابت: نعم، سنشتري كثير من الألعاب والحلويات ونغلفها كهدايا، يمكنك أن تأخذ أي منها إذا أحسنت التصرف.
فسألت الأخت: وأنا؟
ردت عليها الأم: طبعا ولك أنت ايضا. فانت مجتهدة وتذهبين لدورة المياة قبل النوم، حتى لا تتبولي في فراشك، أليس كذلك؟
قالت البنت: نعم، انا أذهب للحمام قبل ان أنام، حتى احسن التصرف واشتري هدايا كثيرة.
وقال الطفل الصغير: انا ايضا شاطر، اذهب لدورة المياه قبل أن انام.
اكدت الأم كلامهما ووعدتهما بكثير من الهدايا لأنهما طفلين مميزين.
وانتهت حكاية ما قبل النوم.

مباشرة بعد ذلك، سألت الأطفال إن اعجبتهم الحكاية، فأجابا نعم، ومباشرة طلبا مني أن يذهبا لدورة المياة قبل النوم. رغبتهم ان يكونوا مثل ابطال القصة جعلتهم يبادرون بالطلب.

بالتأكيد هناك تجارب مشابهة، وربما قرأناها او أخبرنا عنها احد، لكن لم نحاول تطبيقها... لن تكون مفيدة إلا إذا جربناها.
Share:

هناك تعليق واحد: