الثلاثاء، أغسطس 14، 2012

لن أعيش في جلباب أبي


لن أعيش في جلباب أبي

كتب في:


فكرة رادوتني بعد مضي 3 شهور على تواجدي في المملكة العربية السعودية وبعد فترة غربة ليست بالقصيرة، وهي نتيجة ما رأيته في هذه الفترة القصيرة تجاه ما يجري محليا بشكل عام من تغييرات او اخبار متناقلة هنا وهناك.

بحثت لمحاولة القراءة عن هموم مشتركة كتبها احدهم، فوجدت هذا المصدر الذي يتحدث عن المسلسل وعن الاصلاح.. فاقتبست منه التالي:

"لن أعيش في جلباب أبي" هي رواية للكاتب إحسان عبدالقدوس، وترجمت لمسلسل تلفزيوني قبل عدة أعوام، مع بعض التعديلات بالقصة الأصلية، ليصبح التركيز على شخصية "الحاج عبدالغفور البرعي"، بدلا من شخصية الإبنة الصغرى "نظيرة"، والتي هي بالاساس الشخصية المحورية للرواية، كون تركيز الكاتب دائما يصب بالامور المتعلقة بالمرأة .. وليس بالرجل.

كان للحاج عبدالغفور البرعي عدد كبير من الموظفين علاوة عن العمال، وكان معاونوه من المتعلمين، ولكنه لم يكن يؤمن باهمية العلم، فلم يكن من بين هؤلاء مهندس أو مدير معروف، فهو كان يعتمد فقط على ذكاءه هو وحده، ولايريد من اي من هؤلاء إلا احترام هذا الذكاء .. ان يكونوا جنودا لذكاءه!


بالجانب الآخر، لم يبخل على أبناءه وبناته بالتعليم، وبنفس الوقت لم يهتم اساسا إن كانوا راغبين بالعلم من عدمه، ولهذا تركهم يقررون مصيرهم بأنفسهم، فنشأ الابناء وهم لديهم عقدة بأنهم ابناء للمعلم عبدالغفور البرعي تاجر الخردوات بوكالة البلح، ولم يستطيعوا أن يخرجوا من تحت عباءته إلا الإبنة الصغرى "نظيرة" فهي الوحيدة التي كانت قادرة على التحرر من هذه العقدة التي كان السبب بها الأب، فتمردت عليها، وقررت أن تدخل الجامعة الأمريكية، وقد يكون ذلك من باب إثبات شخصيتها كبنت راقية من بنات المجتمع، حتى وإن كانت إبنة للمعلم


وتستمر الرواية بتفاصيلها وأحداثها
"



واضيف على ذلك

ان هناك عقد كثيرة في المجتمع، ما اراه مهم في هذا المووضوع:

عقدة "الجلباب" الذي يرتديه المعلم او القائد ويظن الآخرين غير قادرين على المضي قدما الا تحت رايته.
عقدة "النقص" الذي يشعر به الأتباع الفاقدون للرؤية المستقبلية او الثقة بالنفسة او حتى التوجه والهدف.
عقد عقد عقد.. وكثير من العقد التي لا ارى اهمية ذكرها اكثر من اهمية استيعاب وجودها..

إن الزمن يتغير، والناس يتغيرون للتكيف مع الزمن المتغير،
ولا ننسى ان التلميذ يتفوق على استاذه، فما بال "المعلم" ذو النظرة الثاقبة والخبرة التي لا يستهان بها يتجاهل الزمن المتغير، ويتجاهل مايجري حولنا بالعالم ، ويتجاهل الحاجة بمجاراة التغيير الحاصل..

التربية في هذا العصر المتحضر والمتمدن لايكون باستخدام نفس الوسائل القديمة "والبالية" والتي عفى عليها الزمن، فما كان نافعا ومجديا بفترة من الفترات ليس بالضرورة أن يكون ملائما الآن!

من الخطأ ان نحاول السيطرة على اختيارات ابنائها بهدف الحماية.
من الخطأ الاعتقاد بأن الابناء يفتقدون قدرة الأعتماد على الذات!
ومن الخطأ الثقة بأن ما لدينا من علم واراء هي الوحيدة الصحيحة.

من الخطأ الكبير جدا والفادح جدا ان نخاف من انطلاقة الابناء لمستقبلهم !
من الخطأ التشكيك في امكانية استقلال ونجاح الابناء في مشاريعهم الخاصة..


من الصحيح والجميل والمرغوب والمفيد، ان نقدم الدعم اللازم للابناء تعبيرا عن الحب الذي نكنه لهم ،
والشكر لكونهم مطيعين خلوقين مؤدبين لم يفرطوا في سمعتنا التي يحملونها .

وإن كنت لأعمم الفكرة الى شركاء العمل و جماعات الأنشطة الخيرية في مدينتنا، و لجان ومؤسسات العمل الخيري، فلست ارى الا امكانية تطبيق هذا الشعار مرة اخرى. فما اسمعه من احتكار رئاسة او احتكار اراء او احتكار احقية تنفيذ الاعمال الخيرية على وجه الخصوص و اقامة المهرجانات والاحتفالات او اولوية الظهور في المناسبات والادهى والامر ان يتم الصعود على اكتف الآخرين وما الى ذلك ، لهو واقع مرير ومرض شديد الاثر في المجتمع سينخر في تكاتفه ويسبب الامراض التي نرى نتائجها من سرقة واغتصاب ومعارك حربية من الطراز الأول !


قد لا اكون وضعت الفكرة بالطريقة التي يسهل فهمها، لكني لم اشأ ان اؤخر مسألة مشاركتكم هذه الفكرة التي تراودني منذ فترة ليست بالقصيرة.


وعذرا على الاطالة؛
Share:

0 التعليقات:

إرسال تعليق