الثلاثاء، أغسطس 14، 2012

مشروع فيل


مشروع فيل

13-08-2012م

اختياري لهذا العنوان جاء نتيجة قراءة مقال للصديق العزيز وسام النصر بعنوان “مشروع  فيلسوف". مقال وسام يتحدث عن الانسان وهدفية الحياة، مع الأخذ بالمسببات والدوافع لسلك سبل التطوير الذاتي، ويعتبر بناء الفرد بحد ذاته مشروع عمل. الجميل في مقال وسام، إنه يشجع القارئ على التأمل في هدف ما ورسم خطة تحدد ما يلزم اتخاذه من اجراءات للنجاح. مشروع فيل يركز على عملية بناء الفرد بصفات معينة هي أقرب للفيل.


الفيل لدى رجال السياسة الأمريكية يرمز للحزب الجمهوري، الذي يتميز بالرأسمالية والتوجهات الاستثمارية البحتة على حساب المصلحة العامة للشعب. بما معناه، الغني يزداد غنى والفقيريزداد فقرا .

 مشروع فيل هو تجهيز بيئة اجتماعية بنية افرادها كالفيل، وتحمل أفكار ذاك الحزب الجمهوري في امريكا. بطئ الحركة صفة يتميز بها أفراد مجتمع الفيلة، خاصة في المجال العلمي. لا يوجد عند الفيل أي اهتمام بالتحصيل العلمي طالما لديه المال الذي يمكن به أن يشتري المهارات لخدمته. اقول شراء وليس استعانة، حيث ان هذه النظرة الدونية ستأتي لاحقا لترسم صفة لاولئك محبي العمل اصحاب المهارة.
 
يعتمد  مجتمع الفيلة بشكل كبير على توظيف الآخرين كنوع من الاستغلال لخدمة مصالحه، وغالبا ما يكون هؤلاء اصحاب المهارة من هم بحاجة للمال، وربما حاجة شديدة تدفعه للعمل المستمر والصبر والتحمل من أجل توفير لقمة العيش. المؤسف أن الفيل لا يفعل ذلك كنوع من الدعم بل كنوع من الاستغلال لخدمة مصالحه.
أقرب مثال لهذا الصبر ولقوة التحمل – اعزك الله عزيزي القارئ – هو الحمار.  فالحمار يعمل ولا يتأفف من العمل. ومثار السخرية هنا ان الحمار هو رمز الحزب الديمقراطي الامريكي، وهو الند للحزب الجمهوري. الفيل والحمار رمزان يمثلان حزبين رئيسين في الدولة الامريكية، مما يعني ان هناك مجتمع فيلة ومجتمع حمير؛ إن صح التعبير.

مشروع فيل هو أن يرى الإنسان في نفسه القدرة على تجاهل التعليم وأهميته والارتكاز على المال والثراء لإنجاز ما يريد عبر توظيف فريق عمل من الاستشاريين والاداريين والتنفيذيين وما إلى ذلك، والاعتداد بإن ذلك هو قمة الذكاء .

مشروع فيل هو التعليم المبني على نظام التلقين وإيقاف عملية التفكير، بل وتجريمها واعتبارها بدعة، وكل بدعة ضلالة تدعو إلى الشرك وتمنع كمال التوحيد!

مشروع فيل هو المجتمع الذي لا يرى الحاجة للاكتفاء الذاتي ولا يؤيد تمرد الأفكار والأفراد التي تود سلك توجهات جديدة حاملة لواء "لن أعيش في جلباب أبي" وترفض حمل العادات والتقاليد كما هي دون غربلة وتمحيص.

مشروع فيل هو الواقع العربي – غالبا – حيث رفض التغيير يغلب على تمجيده ودعمه، ويميل للعودة بالذاكرة الى أمجاد كانت في التاريخ القديم ابطاله كانوا مسلمين من أوطان مختلفة،  ويتجاهل الواقع ذلك الأختلاف ويظنهم كانوا عربا عاربة أو مستعربة.

مشروع فيل هو أن يرى الفرد أفضليته على الآخرين – الذين يحبون العمل ولا يشتكون من البحث عن العلم حتى ينمو فكرهم وينمو حبهم للتكافل والتعاون والعمل من أجل الصالح العام – ويفتخر بذلك !!

اختيارك عزيز القارئ لإفشال مشروع فيل يعني بناء مجتمع مفكر منتج ويرفض أن يكون الحمار رمزاً له، ويرفض تلك النظرة الدونية من مجتمع الفيلة.


Share:

0 التعليقات:

إرسال تعليق