السبت، يناير 05، 2013

دليلك إلى حسن الاختيار


دليلك  إلى حسن الأختيار

تخيل نفسك معزوم في بيت اعز الاصدقاء، بمناسبة او بدون مناسبة، ورحت ولقيت الكل متجمع وينتظروا وصولك عشان افتتاح الوجبة!!قال الصديق الصدوق تفضلوا... ودخلتوا غرفة الطعام، لقيتوا اطباق الاكل والاكواب مختلفة، بعضها فاخر وفخامة، وبعضها بلاستك ومن النوع الرخيص... اش تتوقع الناس تختار؟ الصحون الفخمة او الصحون الرخيصة؟ وانت ايش راح تختار؟؟؟

بعد ما تحدد اختيارك، اكمل القراءة...

من التقاليد الجميلة في الجامعات والمدارس الثانوية الأمريكية أن خريجيها يعودون إليها بين الحين والآخر ليقضون وقتاً ممتعاً في مباني الجامعات التي تقاسموا فيها القلق والشقاوة والعفرتة ويتعرفون على أحوال بعضهم البعض: من نجح وظيفياً ومن تزوج و من أنجب..

و في إحدى تلك الجامعات التقى بعض خريجيها في منزل أستاذهم العجوز بعد سنوات طويلة من مغادرة مقاعد الدارسة و بعد أن حققوا نجاحات كبيرة في حياتهم العملية ونالوا أرفع المناصب وحققوا الاستقرار المادي و الاجتماعي و...

وبعد عبارات التحية والمجاملة طفق كل منهم يتأفف من ضغوط العمل والحياة التي تسبب لهم الكثير من التوتر وغاب الأستاذ عنهم قليلاً ثم عاد يحمل إبريقاً كبيراً من القهوة ومعه أكواب من كل شكل و لون: صيني فاخر، ميلامين، زجاج عادي، كريستال، بلاستيك / يعني بعض الأكواب كانت في منتهى الجمال تصميماً ولوناً وبالتالي باهظة الثمن بينما كانت هناك أكواب من النوع الذي تجده في أفقر البيوت.

وقال لهم الأستاذ: تفضلوا .. كل واحد منكم يسكب لنفسه القهوة
وعندما صار كل واحد من الخريجين ممسكاً بكوب تكلم الأستاذ مجدداً
هل لاحظتم أن الأكواب الجميلة فقط هي التي وقع عليها اختياركم وأنكم تجنبتم الأكواب العادية؟
ومن الطبيعي أن يتطلع الواحد منكم إلى ما هو أفضل وهذا بالضبط ما يسبب لكم القلق والتوتر ما كنتم بحاجة إليه فعلاً هو القهوة وليس الكوب ولكنكم تهافتم على الأكواب الجميلة الثمينة وعين كل واحد منكم على الأكواب التي في أيدي الآخرين....

العبرة؟
فلو كانت الحياة هي القهوة فإن الوظيفة و المال و المكانة الاجتماعية هي الأكواب وهي بالتالي مجرد أدوات وأواني تحوي الحياة ونوعية الحياة (القهوة) هي، هي.. لا تتغير
وبالتركيز فقط على الكوب نُضيع فرصة الاستمتاع بالقهوة

و بالتالي أنصحكم بعدم الإهتمام بالأكواب والفناجين والإستمتاع بالقهوة
هذا الأستاذ الحكيم عالج آفة يُعاني منها الكثيرون ، فهناك نوع من الناس لا يحمد الله على ما هو فيه .. مهما بلغ من نجاح لأن عينه دائماً على ما عند الآخرين يتزوج بإمرأة جميلة وذات خلق ولكنه يظل معتقداً أن فلان و علان تزوجا بنساء أفضل من زوجته..

يجلس في المطعم ويطلب لنفسه نوعاً معيناً من الأكل وبدلاً من أن يستمتع بما طلبه يظل ينظر في أطباق الآخرين و يقول: ليتني طلبت ما طلبوه وهناك من يصيبه الكدر لو نال زميل ترقية أو مكافأة عن جدارة واستحقاق أو يحقد على زميله ويفتري عليه لتشويه السمعة والارتقاء بدل منه لثقة الخرين فيه وهناك مثل انجليزي يقول ما معناه "إن الحشيش دائماً أكثر خضرة في الجانب الآخر من السور أي أن الإنسان يعتقد أن حديقة جاره أكثر جمالاً

و أمثال هؤلاء لا يعنيهم أو يسعدهم ما عندهم بل يحسدون الآخرين



منقول بتصرف من بريدي الالكتروني


Share:

0 التعليقات:

إرسال تعليق